المادة    
أما من قام بها فقد قام مقام الأنبياء، كما قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه -بعد موت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قام بها في حروب الردة، وأيضاً قام بها الإمام أحمد رضي الله عنه وأرضاه، ومما أثر في هذا أنه قيل: ''قام أبو بكر في يوم الردة، وقام أحمد بن حنبل في يوم المحنة'' .
هذا مقام الأنبياء أنهم صدعوا وجهروا وقالوا كلمة الحق، كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله}، {وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب}.
وفرق بين من يعبد الله على جهل أو يفتي بجهل، وبين من يعبده بالعلم أو يفتي بالعلم، وهذا من خير ما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لا حسد إلا في اثنتين -أي لا غبطة-: رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها...} والحكمة لا تكون إلا على علم، وكذلك البصيرة لا تكون إلا على علم.